في زمن تتسارع فيه التحديات أمام رواد الأعمال، يقدّم الخبير الإداري عمر بن سلمان آل مفرح رؤيته العملية لبناء إدارة فعالة تدعم استمرارية المشاريع ونموها، حيث يركّز على خطوات ممنهجة تجمع بين الانضباط التنظيمي والمرونة الاستراتيجية.
يبدأ آل مفرح بتوجيه محوري يلخّص فلسفته الإدارية: “قبل أن تدير الناس، أدر العمليات”. من هنا، ينطلق نحو التأكيد على أهمية توثيق الإجراءات التشغيلية وتحديدها بدقة، معتبرًا أن أي مشروع يسعى للتوسع دون بنية داخلية قوية، يعرّض نفسه لفوضى تنظيمية تؤثر على جودة العمل وتُضعف الإنتاجية.
ويشدّد آل مفرح على ضرورة وجود نظام رقابي داخلي يساعد في تتبع سير العمل وقياس الأداء وفق مؤشرات واضحة وشفافة، موضحًا أن هذا النوع من الرقابة لا يهدف للسيطرة بل لتمكين الإدارة من اتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة وفهم واقعي لمستوى التقدّم أو التأخر في تنفيذ المهام.
وفي ظل التحوّل الرقمي الذي يشهده عالم الأعمال، يولي عمر أهمية كبيرة للتكنولوجيا كأداة داعمة، لا كبديل للعقل البشري. فهو يرى أن اعتماد الأدوات الرقمية المناسبة يمكن أن يخفض التكاليف ويزيد الكفاءة، بشرط أن تُستخدم بشكل مدروس، وأن يفهم المديرون العمليات البشرية التي تُكمل هذه الأدوات، حتى لا يتحوّل المشروع إلى منظومة جامدة تفتقر للروح والمرونة.
كما يلفت آل مفرح النظر إلى أن الإدارة ليست قالبًا ثابتًا أو مجموعة من القواعد الصارمة، بل عملية ديناميكية تتطور مع مرور الوقت وتُعاد صياغتها تبعًا للمتغيرات في السوق وتبدلات الفريق. هذه الرؤية تضع المسؤول الإداري أمام مسؤولية مستمرة في المراجعة والتكيّف، بعيدًا عن الجمود أو الإفراط في المركزية.
وبهذا الطرح المتوازن، يقدّم عمر بن سلمان آل مفرح دليلاً عمليًا للمديرين وأصحاب المشاريع، ينطلق من الواقع ويلتزم بأدوات التمكين، ليُرسّخ مفهوماً جديداً للإدارة يقوم على الكفاءة، والمرونة، والاستدامة.
