في أمسية فنية مهيبة تداخل فيها عبق التاريخ مع وهج الحاضر، احتفلت شركة الصبّاح إخوان، برعاية وزير الإعلام اللبناني المحامي الدكتور بول مرقص، بمرور واحد وسبعين عاماً على تأسيسها، في احتفال فني راقٍ احتضنه معرض Divas بمتحف سرسق في العاصمة اللبنانية بيروت، أحد أبرز المعالم الثقافية التي تشهد على مسيرة الفن العربي.
الاحتفالية، التي جاءت بعنوان يليق بتاريخ الشركة وإسهاماتها، جمعت تحت سقف واحد نخبة من نجوم الدراما والموسيقى العربية، إلى جانب حضور رسمي وإعلامي واسع، عكس المكانة التي باتت تحتلها الشركة في المشهد الفني العربي منذ تأسيسها وحتى اليوم.
وفي كلمة مؤثرة، قال وزير الإعلام اللبناني الدكتور بول مرقص: “الصبّاح ليست مجرد شركة إنتاج فني، بل هي إرث وطني وعربي كبير، تمثّل ذاكرة حيّة للدراما والموسيقى والسينما في منطقتنا. لقد نجحت في بناء مدرسة متكاملة في العمل الفني، قوامها الالتزام والجودة والإبداع”.
كما ألقى سفير جمهورية مصر العربية في لبنان، الأستاذ علاء موسى، كلمة عبّر فيها عن عمق العلاقة التاريخية التي تربط شركة الصبّاح بالدراما المصرية، مشيراً إلى إسهاماتها الكبيرة في إثراء مكتبة الفن العربي، واحتضانها لأبرز نجوم مصر في أعمال خالدة رسخت في وجدان المشاهدين.
وأضاف السفير: “الصبّاح إخوان ليست مجرد اسم، بل هي مؤسسة صنعت الجمال العربي، وقدّمت نموذجاً راقياً للتعاون الثقافي والفني بين لبنان ومصر وسائر الدول العربية.”
من جهته، وجّه المنتج صادق الصبّاح كلمة مؤثرة خلال الاحتفالية، مؤكداً استمرار مسيرة العائلة في صناعة الفن الراقي عبر الأجيال. وقال: “ورثنا عن آبائنا الإيمان بأن الفن رسالة ومسؤولية قبل أن يكون مهنة. نعمل بضمير لنقدّم فناً يحترم الجمهور ويرتقي بالذوق العام. الرقي والأخلاق هما عنوان كل مشروع نحمله باسم الصبّاح إخوان.”
شهدت الأمسية أجواء موسيقية فاخرة رافقتها عروض فنية مؤثرة، تمازجت فيها الذكريات مع الإبداع المعاصر، وسط حضور مميز من كبار نجوم التمثيل والغناء من لبنان ومصر وسوريا.
وقد تحوّلت الليلة إلى مساحة احتفاء بالفن العربي الأصيل، وبالشركة التي رافقت تاريخ الشاشة العربية بأعمال خالدة أسهمت في صياغة وجدان أجيال من المشاهدين.
واستُعيد خلال المعرض تاريخ معرض Divas الذي يكرّم رموز الفن النسائي العربي، حيث أشار المنظمون إلى أن أغلب المكرّمات قد ارتبطت مسيرتهن بأعمال إنتاجية حملت توقيع الصبّاح إخوان، في دلالة على عمق تأثير هذه المؤسسة في تشكيل الوعي الجمالي العربي عبر عقود.
واختُتمت الليلة وسط أجواء احتفالية عكست روح العائلة الصبّاحية، التي جمعت الفن بالإنسانية، والإنتاج بالإيمان بقيمة الجمال. وتمنّى الحاضرون استمرار هذا النهج الذي وضع الشركة في مصافّ الكيانات الرائدة في صناعة الدراما والموسيقى العربية.
بهذا الحفل، أثبتت الصبّاح إخوان أن الاستمرارية ليست في الحضور فقط، بل في الرسالة التي تتجدّد جيلاً بعد جيل، لتبقى بيروت منارة للفن العربي، وشاهداً على أن الإبداع حين يُصنع بالحب، يدوم طويلاً في ذاكرة الشعوب.
