في احتفاء استثنائي يليق بأيقونة السينما العربية يوسف شاهين، أعلن مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثامنة عن إطلاق فعالية فنية وثقافية كبرى بمناسبة مرور مئة عام على ميلاده، مستحضراً إرثه الفني والفكري الذي غيّر شكل الحكاية السينمائية في العالم العربي، وفتح الباب أمام جيل كامل من المخرجين ليعيدوا اكتشاف ذواتهم وهوياتهم عبر الكاميرا.
الاحتفالية التي تنطلق من مدينة الجونة لا تقتصر على عرض أفلام أو كلمات تكريم، بل تأتي كرحلة تفاعلية تمتد عبر محطات فنية وثقافية، تبدأ من مصر مروراً بعدد من العواصم العالمية، لتؤكد أن سينما شاهين ما زالت حيّة تتجاوز الأزمنة والحدود.
وتتضمن الفعالية معرضاً فنيًّا بعنوان “باب الحديد”، يعيد تعريف العلاقة بين الصورة والمكان عبر تجربة بصرية وسمعية تفاعلية، مستلهمةً من روح الفيلم الشاهيني الشهير. صُمم المعرض بتعاون بين ماريان خوري، المديرة الفنية للمهرجان، والمهندسة شيرين فرغل مؤسسة شركة JYStudios، وبدعم من شركة أفلام مصر العالمية ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية. ويتيح المعرض للزوار خوض رحلة حسية داخل عالم شاهين، حيث تتحول أفلامه إلى محطات بصرية تنبض بالحياة.
كما يقدّم المهرجان عرضاً خاصاً لفيلم “إسكندرية كمان وكمان؟” إلى جانب أربعة أفلام عربية تأثرت برؤيته السينمائية وتمرّدِه الفني، منها “نهلة” للجزائري فاروق بلوفة، و*“عصفور السطح”* للتونسي فريد بوغدير، و*“وداعاً فوران”* للمغربي داوود أولاد السيد.
وفي جلسة بعنوان “رحلة مع الأستاذ: من عدسته إلى عوالمهم الخاصة”، يجتمع المخرجون يسري نصر الله، فريد بوغدير، وداوود أولاد السيد في حوار مفتوح حول تأثير شاهين على لغتهم البصرية وتجاربهم الإبداعية.
وقالت ماريان خوري:
“يوسف شاهين لم يكن مجرد مخرج، بل كان حالة من التساؤل الدائم. مئويته في مهرجان الجونة ليست تكريماً لماضٍ عظيم فحسب، بل حوار متجدد مع إرثٍ حيّ لا يتوقف عن الإلهام”.
بهذه الفعالية الشاملة، يؤكد مهرجان الجونة أن يوسف شاهين سيظل المخرج الذي حوّل السينما إلى فعل مقاومة، والحلم إلى طريق نحو الحرية، وأن مئويته ليست ختامًا لمسيرته، بل بداية جديدة لاستحضار صوته في أجيال السينمائيين القادمين
