يصعب أحيانًا التمييز بين من يضيف قيمة حقيقية ومن يكرر ما قيل آلاف المرات، في فضاء رقمي يزدحم بالمؤثرين وصناع المحتوى، لكن “كوين”، استطاعت أن تحجز لنفسها مكانًا خاصًا، لا من خلال الصخب، بل عبر الهدوء.
ويعد محتواها، الذي يتمحور حول اليوميات والقصص، لا يهدف إلى الإبهار، بل إلى التقاط ما هو إنساني في أبسط صوره.
اللافت في تجربة كوين المولودة في 29 أكتوبر 1996، هو أنها لا تقدم نفسها كخبيرة أو ملهمة، بل كإنسانة تخوض الحياة مثل الجميع، وهذا ما يجعل محتواها أقرب إلى “مذكرات رقمية” منه إلى “عروض ترفيهية”.
وفي كل منشور، هناك محاولة لفهم الذات، للقبض على لحظة، أو لتوثيق شعور، وهذه النزعة التأملية تمنح محتواها عمقًا نادرًا في عالم سريع الزوال.
لكن هذا لا يعني أن كوين تبتعد عن الواقع، وعلى العكس، هي تغوص فيه بكل تفاصيله، وتتحدث عن العلاقات، عن التحديات اليومية، عن القلق، وعن الفرح العابر، ولا تضع مسافة بينها وبين جمهورها، بل تفتح نافذة على عالمها، وتدعونا للنظر من خلالها.
تجربة كوين ليست مجرد رحلة في صناعة المحتوى، بل هي محاولة لفهم الذات من خلال السرد، وهي تذكير بأن القصص، حتى البسيطة منها، تملك قدرة هائلة على خلق المعنى.
