كتب: حامد خليفة
في السادس عشر من مايو 2025، غادرتنا إلى دار البقاء السيدة آيات خليفة، مؤسسة اتحاد المرأة العربية والمصرية بالعاصمة النمساوية فيينا، بعد مسيرة حافلة بالعطاء والعمل الخيري والثقافي والإنساني، تاركة خلفها إرثًا من المبادرات المجتمعية والإنسانية التي ستظل شاهدة على إخلاصها وصدق رسالتها.
منذ أن أسّست اتحاد المرأة العربية والمصرية في فيينا عام 2019، تحوّلت آيات خليفة إلى رمز فاعل للمرأة العربية المغتربة، وواحدة من أبرز الشخصيات التي كرّست حياتها من أجل دعم الجالية المصرية والعربية بالنمسا، تحت مظلة قانونية تدعم قرارات الدولة المصرية وتعكس صورتها الحضارية في الخارج.
لم تقتصر جهود آيات على العمل الإداري، بل كانت حاضرة في تفاصيل كل نشاط وخدمة، إذ نظمت سلسلة من المبادرات التي استجابت لحاجات الجالية، من ملتقيات ثقافية تهدف إلى تعزيز الهوية والانتماء، إلى أنشطة تعليمية وترفيهية للأطفال والعائلات، مرورًا بحملات خيرية لدعم الأسر المحتاجة والمهاجرين الجدد، وصولًا إلى اللقاءات الاجتماعية التي عززت أواصر المحبة بين أبناء الجالية.
ورغم الحزن العميق على رحيلها، لم تتوقف رسالتها. فقد أعلن أبناؤها، السياسي كريم ريحان، ونورهان، ولارا، وشقيقتاها أسماء خليفة ورباب خليفة، عن مواصلة العمل داخل المؤسسة بنفس الرؤية والقيم التي غرستها آيات في القلوب، بمشاركة كبيرة من أصدقائها ومحبيها.
وتستعد الجمعية لإطلاق سلسلة من الفعاليات الصيفية، أبرزها:
- برامج ترفيهية وتثقيفية للأطفال والأسر
- أمسيات ثقافية شهرية تحاكي الروح العربية والمصرية
- جلسات دعم نفسي واجتماعي للمرأة والأسرة
- ورش تعريف بالثقافة المصرية والعربية للنشء والشباب
وفي كلمة مؤثرة، عبّرت أسرة الراحلة عن امتنانها لكل من ساندهم في محنتهم، مؤكدين:
“آيات لم تكن مجرد مؤسسة لجمعية… بل كانت قلبًا نابضًا بحب الناس، وروحًا ملهمة في كل ركن من أركان العمل العام. نعدها بأن تبقى رسالتها حيّة، وأن نواصل مسيرتها بكل وفاء.”
رحلت آيات، لكن أثرها باقٍ، وذكراها تزداد إشراقًا في كل مبادرة تحمل اسمها وروحها.
