في لحظة تتقاطع فيها براءة الحلم مع وهج الإبداع، يواصل نادي القصة عطاءه الثقافي بتتويج جيل جديد من المبدعين الصغار، إذ أعلنت لجنة أدب الطفل بالنادي إعلان أسماء الفائزين في الدورة الثانية من مسابقة “منى ماهر” لقصة الطفل، ضمن فاعليات المؤتمر، والذي يحمل عنوان مقومات الشخصية المصرية بين الرواية والدراما المرئية، دورة السيناريست أسامه أنور عكاشة.
باتت مسابقة “منى ماهر” واحدة من أبرز المنابر الداعمة للمواهب الأدبية الشابة في مصر، والمسابقة تُقام تحت رعاية الكاتب الكبير محمد السيد عيد، رئيس نادي القصة، وتستهدف الفئة العمرية من 12 إلى 18 عامًا، وتُعد بمثابة جسر بين الطفولة والكتابة، إذ تمنح المبدعين الصغار فرصة للبوح والتعبير عن رؤاهم بلغة قصصية رفيعة، وتُمنح الجوائز المالية للمراكز الأولى على النحو التالي: المركز الأول: 2500 جنيه، والمركز الثاني: 1500 جنيه، والمركز الثالث: 1000 جنيه، فيما يحصل أصحاب المراكز من الرابع حتى العاشر على 200 جنيه وشهادة تقدير من نادي القصة، تقديرًا لمحاولاتهم الجادة وإبداعهم الواعد.
يُشرف على المسابقة الكاتب الكبير عبده الزراع، رئيس لجنة أدب الطفل بالنادي، الذي أكد أن الجائزة تأتي لتغرس في نفوس الناشئة الإيمان بقيمة الكلمة وجمال الحكاية، وتعيد للكتابة الطفولية مكانتها في الوجدان الثقافي العربي، ويأتي إعلان النتائج وتوزيع الجوائز في حفل افتتاح مؤتمر “الرواية والدراما المرئية” الذي يُقام بالمجلس الأعلى للثقافة، ليكون الحدثان معًا احتفاءً بالكتابة في أبهى صورها.
يتزامن الإعلان عن الفائزين مع انطلاق الدورة الثانية من مؤتمر “الرواية والدراما المرئية”، تحت عنوان “مقومات الشخصية المصرية بين الرواية والدراما المرئية”، دورة السيناريست الراحل أسامة أنور عكاشة، في مشهد ثقافي يكرس الحوار بين الكلمة والصورة، وبين الفكر والجمال.
المؤتمر يُنظمه نادي القصة، وجمعية أصدقاء مكتبة الإسكندرية، ويُقام يومي الأحد والإثنين 9 و10 نوفمبر في المجلس الأعلى للثقافة، عند الخامسة مساءً، برئاسة المخرج الكبير عمر عبد العزيز، وأمانة الدكتورة زينب فرغلي، وبحضور الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الدكتور أشرف العزازي، ومنسق المؤتمر الأستاذ حمدان القاضي.
يشهد حفل الافتتاح تكريم كوكبة من رموز الدراما المصرية والعربية الذين أسهموا في تشكيل الوعي الجمعي عبر الشاشة الصغيرة، ومنهم السيناريست الكبير محمد جلال عبد القوي، والفنانة القديرة سهير المرشدي، والفنان رياض الخولي، والمخرجة والكاتبة هالة خليل، وتُكرم لجنة التحكيم برئاسة الكاتب سمير الجمل.
تتوزع جلسات المؤتمر على محورين رئيسيين: فاليوم الأول يشهد جلسات تجمع بين الفكر والفن، بمشاركة نخبة من الأساتذة والمبدعين، مثل الدكتور محمد عفيفي، والدكتور حسن حماد، والسيناريست عبد الرحيم كمال، ويدير الجلسات الكاتب عبده الزراع، أما اليوم الثاني فيضم جلسات تتناول ديناميات السرد الدرامي وتحولات التلقي، بمشاركة الدكتور حسين حمودة، والدكتورة سحر شريف، والدكتور خيري دومة، والدكتورة عزة بدر، والدكتورة هويدا صالح، والدكتورة ندى يسري، بإدارة الدكتور منير فوزي والأستاذ حسن الجوخ، ويُختتم المؤتمر بجلسة تُتلى فيها التوصيات على لسان الدكتورة زينب فرغلي.
يؤكد هذا التلاقي بين مسابقة “منى ماهر” ومؤتمر “الرواية والدراما المرئية” أن نادي القصة لا يكتفي بدوره التاريخي كحاضنة للأدب، بل يسعى لأن يكون جسرًا بين الأجيال الإبداعية، حيث تُكتب القصة في الدفاتر الصغيرة لتتحول يومًا إلى مشهد درامي يضيء الشاشة، إنها مصر التي ما زالت تؤمن أن الكتابة هي فعل وعي، والإبداع هو شكل من أشكال البقاء، وأن الطفل الذي يكتب اليوم قد يكون غدًا أحد الذين يصيغون ملامح الدراما المصرية الجديدة، بالكلمة التي تُحاور الضوء وتمنح للحلم صوتًا في زمن يتعطش للجمال.
