في ختام فعاليات الندوات الفكرية بالدورة الثامنة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري، كرّم المهرجان الفنان ومهندس الديكور القدير سمير زيدان، تقديرًا لمشواره الفني الطويل وإسهاماته الثرية في تطوير فن الديكور المسرحي، وذلك خلال ندوة خاصة حضرها عدد من رموز المسرح، وأدارتها مهندسة الديكور نهاد السيد، بمشاركة الفنان محمد رياض رئيس المهرجان، والفنان عادل عبده مدير المهرجان، والدكتور طارق عمار.
جاءت الندوة في أجواء مفعمة بالتقدير والمحبة، حيث استعرض زيدان محطات مسيرته الفنية الممتدة، مسترجعًا بداياته التي تشكّلت في أزقة طنطا، وتحديدًا في أجواء مولد السيد البدوي، التي عرّفته على الفنون الشعبية البصرية كالأراجوز والغوازي و”المنادي”، وهي عناصر أثّرت بعمق في تكوينه الفني.
وأوضح زيدان أنه بدأ مشواره كفنان تشكيلي، وأقام معرضًا بعنوان “معرض الشارع” حظي باهتمام واسع، وكان نقطة تحوّل في حياته الفنية، إذ التقى حينها بالفنان السيد فجل، الذي استعان بأحد أعماله في عرض مسرحي، مما فتح أمامه أبواب عالم المسرح.
وتحدّث زيدان عن أبرز محطاته كمصمم ديكور، بدءًا من عمله مع السيد فجل، مرورًا بتعاونه المثمر مع المخرج الكبير عبد الرحمن الشافعي، وصولًا إلى عمله مع الدكتور سعد أردش في عرض “باب الفتوح”، والذي حصد المركز الأول على مستوى الجامعات. كما أبدع في تقديم حلول مبتكرة، مثل تصميمه المتحرّك لديكور عرض “حلم ليلة صيف” الذي تميز بمرونته وحيويته على الخشبة.
من جانبه، تحدث الدكتور طارق عمار عن علاقته الممتدة بزيدان منذ عام 1986، حين كان طالبًا تتلمذ على يديه، مؤكدًا أن زيدان لم يكن مجرد مهندس ديكور بل سينوغرافًا صاحب رؤية، أثرى المسرح بإبداعاته المتفرّدة، وحرص على أن يمنح كل عرض هوية بصرية خاصة.
كما عبّر الفنان محمد رياض عن اعتزازه بالفنان المُكرَّم، واصفًا إياه بالنموذج المُلهم، الذي آمن بدور المسرح كرسالة تنويرية، واختار أن يعمل في الثقافة الجماهيرية رغم التحديات، ليُثبت أن القيمة الفنية لا ترتبط بالمكان بل بالإيمان والإبداع.
ويعد هذا التكريم تتويجًا لمسيرة فنان حمل على عاتقه رسالة الفن في مسرح الأقاليم، وأسهم في تكوين أجيال جديدة من المبدعين، ليظل أثره باقٍ في وجدان المسرح المصري.
