في إطار رؤيته الجديدة لتوظيف التراث الثقافي كجزء فاعل من المشهد الإبداعي المصري، نظم صندوق التنمية الثقافية، مساء الأربعاء، حلقة نقاشية موسعة بمركز الإبداع الفني بقصر الأمير طاز، للتعريف بتفاصيل مسابقة “إعادة تأهيل وتوظيف الفراغات الداخلية” لمركزي بيت المعمار المصري وقصر الأمير طاز. تأتي المسابقة بالتعاون مع شعبة العمارة بنقابة المهندسين، مستهدفة شباب المعماريين والمهتمين بالتراث.
في كلمته الافتتاحية، أكد المعماري حمدي السطوحي، مساعد وزير الثقافة ورئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، أن المسابقة تمثل محورًا أساسيًا في خطة الصندوق لتفعيل التراث وتحويل مراكز الإبداع إلى فضاءات ثقافية نابضة بالحياة. وقال: “نحن لا نُعيد تأهيل المباني فقط، بل نُعيد تأهيل علاقتنا بها”، موضحًا أن الحفاظ على التراث لا يعني الترميم فقط، بل توظيفه بما يخدم المجتمع والأنشطة الثقافية.
من جانبه، رحّب الدكتور جمال مصطفى، مدير قصر الأمير طاز، بالحضور، مشيدًا بفكرة المسابقة التي وصفها بأنها بداية حقيقية لتطوير استخدامات التراث المعماري ثقافيًا.
وشهد اللقاء حضور عدد من أعضاء لجنة التحكيم، منهم أ.د. علي جبر، د. هالة بركات، أ.د. ياسر السيد، والمعماري معاذ أبو زيد، حيث قدّموا مداخلات تناولت أهمية المزج بين الفهم المعماري العميق والوظيفة الثقافية للمكان.
أكد أ.د. ياسر السيد أن المسابقة تمثل “محاولة لفهم المكان وتحقيق تواصل حي بين المعمار والجمهور”، مشيرًا إلى أن عدد المشاركات بلغ 485 استمارة، ما يعكس حماس الشباب تجاه إعادة توظيف التراث.
أما أ.د. علي جبر، فشدد على أن “الطريق الحقيقي للحفاظ على الأثر هو استخدامه”، موضحًا ضرورة فهم تصنيف المباني وتقديم حلول مرنة تحترم خصوصيتها.
وقالت د. هالة بركات إن نجاح التصميم لا يقاس بجماله فقط، بل بمدى انسجامه مع روح المكان. فيما أكد المعماري معاذ أبو زيد أن لكل فراغ طاقة خاصة تلهم المصمم وتثري تجربته.
اختُتم اللقاء بجلسة نقاشية بين لجنة التحكيم والحضور من الشباب، تناولت معايير التقييم والضوابط القانونية والتقنية. وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود الصندوق لتمكين الشباب وتعزيز دورهم في الحفاظ على التراث من خلال الإبداع المعماري المستدام.
