✍️ كريم البحيري
أثار قرار إغلاق جميع فروع سلسلة مطاعم وكافيهات #Escā_hospitality في مصر حالة من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعدما أُعيد فتحها بعد أقل من 48 ساعة من إعلان الغلق، دون تقديم أي توضيحات رسمية من إدارة المجموعة، وهو ما فتح الباب أمام سيلٍ من التكهنات والروايات حول الأسباب الحقيقية وراء ما جرى.
القصة بدأت قبل أيام عندما نشرت الصفحة الرسمية لمجموعة Escā منشورًا مقتضبًا أعلنت فيه: «للأسف جميع فروع #ESCĀ مغلقة حتى إشعار آخر»، دون أي إشارة للأسباب أو المدة المتوقعة للغلق. ومع غياب البيان التفصيلي أو التصريحات الإعلامية، بدأ المتابعون على الفور في ربط القرار بموجة الانتقادات السابقة التي طالت المكان بسبب ما وُصف بأنه سياسات تمييز ضد المحجبات.
فقد تصدر اسم المطعم قائمة النقاشات عبر مواقع التواصل، بعد تداول قصص متكررة عن سياسة «Door Selection» التي يتبعها بعض العاملين على الأبواب، وهي سياسة الانتقاء في دخول الزبائن، والتي قيل إنها تُستخدم لمنع دخول فتيات محجبات، في مخالفةٍ واضحة لقواعد احترام التنوع والمساواة.
وسرعان ما انتشرت روايتان أساسيتان لتفسير ما حدث. الأولى تزعم أن الأزمة انفجرت بعدما تم رفض دخول فتاة من عائلة نافذة إلى أحد فروع المطعم، وقيل إن والدها – الذي وصفه رواد التواصل بأنه “شخصية كبيرة يبدأ اسمه بحرف العين وقادم من الصحراء” – تدخّل فورًا وأصدر أوامر بإغلاق الفروع كافة.
بينما ذهبت رواية أخرى إلى أن رجل الأعمال إبراهيم العرجاني أو أحد أفراد أسرته كان طرفًا في الواقعة، حيث ترددت أنباء – غير مؤكدة – عن منع دخول ابنته أو أحد أقاربه، وهو ما تسبب في رد فعل سريع بإغلاق المكان.
ورغم انتشار تلك الروايات على نطاق واسع، لم يصدر أي تعليق رسمي من العرجاني أو من إدارة Escā لتأكيد أو نفي ما تم تداوله، الأمر الذي أبقى الأزمة في دائرة الغموض والتكهنات.
بعد مرور أقل من يومين، عادت الصفحة الرسمية للمطعم لتنشر بيانًا جديدًا مقتضبًا قالت فيه: «عدنا ونعمل بشكل كامل في جميع فروع ESCĀ، استؤنفت جميع العمليات بشكل طبيعي، نفتقدكم وننتظركم الليلة».
عودة العمل بهذه السرعة زادت من علامات الاستفهام بدلاً من أن تُنهيها، إذ رأى البعض أن ما حدث ربما كان مجرد إغلاق إداري مؤقت تم حله بالتفاهم، بينما اعتبر آخرون أن الضغوط الإعلامية والشعبية كانت كافية لدفع الإدارة لتغيير موقفها.
وتُعد مجموعة Escā hospitality من أبرز العلامات التجارية في قطاع المطاعم الفاخرة بمصر خلال السنوات الأخيرة، إذ أصبحت وجهة مفضلة لطبقة “نخبة النخبة”، خاصة في القاهرة والساحل الشمالي، لما تقدمه من أجواء راقية ومأكولات عالمية ورخصة تقديم مشروبات روحية، وهو ما جعلها رمزًا للوجاهة الاجتماعية بين فئات محددة من المجتمع المصري.
ومع ذلك، يرى كثير من المتابعين أن الأزمة الأخيرة تمثل جرس إنذار لقطاع الضيافة الفاخرة في مصر بضرورة إعادة النظر في السياسات التمييزية غير المعلنة، واحترام جميع الفئات الاجتماعية دون استثناء، لأن أي إساءة – ولو في شكل انتقاء زبائن – يمكن أن تتحول في لحظة إلى عاصفة رأي عام لا يمكن احتواؤها.
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر أي توضيح رسمي من وزارة السياحة أو الجهات الرقابية بشأن ما إذا كان الإغلاق له أسباب إدارية أو تنفيذية، كما لم تُعلن إدارة Escā عن أي تفاصيل إضافية، مكتفية بعبارة “استؤنفت العمليات بشكل طبيعي”.
لكن المؤكد أن ما جرى وضع سلسلة Escā في بؤرة الضوء من جديد، ليس بسبب جودة الطعام أو الفخامة المعتادة، بل بسبب أزمة هوية وسلوكيات داخلية فجّرت نقاشًا أوسع عن العدالة الاجتماعية والاحترام الإنساني في أماكن الترفيه الراقية في مصر.
